أقاصيص حالمة

"
"

أقاصيص حالمة

رسائل / نصوص ثنائية خاصة
كُتبت لـــ الأديبة
هدى طالب
"

"
"

وأخيراً

وجاء جيدك إلى الحلم
فارتدى الزمان أنشودة الفرح
وتكحلت عين اللقاء ...!!
أنهكني الانتظار وطول الترحال والسفر ..
فأنا رجل أمضى حياته على أرصفة
الحزن ووحشة الانكسار ...
وجاء طيفك أخيرا
وأخيرا تشرقين .. وتبتسم السنابل
وينتشر الفرح وتغرد العصافير
والورد حتى الورد يتقن أبجدية
العزف على أوتار الانتشاء
وألف أغنية وأغنية تراقصت طرباً
على رحيق أنفاسك ...
أنتِ الحلم .. وأنتِ تراتيل العشق
الذي جادت به تفاصيل القدر
أنت أنت .. وحين ترتجف أطرافي
اعرف بالفطرة أنني أمارس الحياة
وللمرة الأولى على يديك
أتذوق طعم اللغة وحرارة الصلاة
بين يديك الطاهرتين
"
"

"
"

هي أشواقي

هي أشواقي ولهفتي
تركض إليك ..
ترتدي حروفها ثوب الحنان
ألف عام عذبني بها خوفي عليك
وها أنا أجيء الآن طائعا إليك
ارتمي لألف عام قادمة
ضياء ينتشي عطور ناظريك
ها حبيبتي ...
هذي حكايتي أزفها
دمعا يهمي في راحتيك
صلي معي لألف عام قادمة
توهي معي
فالعشق أغنية تنسى أنفاسها
في خافقيكِ
"
"

"
"
النظرة الأولى

ومن تحت جمر النظرة الأولى
لهذا الفرح المغمور بعينيك الدافئتين
يتكون طفلي بين يديك .. من أمل
وبيادر عشق أضناه عذير الانتظار ..!
آه يا حبيبتي لو تعلمين
هذا المضمخ بالهوى قلبي .. وكيف نام
شاهراً سيف الرجولة والهوى العذري
في براكين الغمام ..!!
أي وجه يلتقي في وحشة الأشواق
وهذا الابتسام ...!!
راجعاً أنا إليك
بطاعتي ولهفتي المغتصبة ..!!
راجعاً إليك ولا مفر ..
إلى أحضان الورد والزنابق البيضاء
ارمي للضحى وجهي وبين فخذي الحروف
مزروعا على صدر اللحظات النازفة
في صدرك الحزين ...!!
آه يا حبيبتي لو تعلمين
كيف جف ريق الليل في بواكير الشبق
وكيف بات الوهم في بيوت الساحرات
أي قلب هذا الحالم المشلوح بين راحتيكِ

"
"

"
"
أين أنت

ها هي الأيام تمضي
وأنا طريد هواجسي
قلبي شريدهُ ذاك
الوليف الممعن في الغياب
وليس لي غير النداءات المبحوحة الحزينة
وبعض الذكريات القلقة
في جو من التنهيد تخفق بي
بشكل غامض عجيب
أين أنتِ ..؟
يا زهرتي ومرفئي ووهج الحرف
في مسامات ليلي المحترق الخدين
أذكرك الآن على دندنات الغليان في شوقي
وشقاء ذاكرتي النازفة المنسية
أين أنت أيها الوليف
كل شيء ينفصل عني الآن ابتداء فيك
وانتهاء فيك ... ولن أزيد ..
"
"

"
"
أحن إليك

احن إليك احن
حين ترسل الشمس أشعتها البلورية
في أعقاب ليل مفترس ...
تنهد الحلم اطرافه بكل لغات العشق
حين تتهادى العصافير على مساحاتي
المخضبة بعبير أنفاسك
احن إليك
رجلاً تغمره اللهفة في فضاء يمارس الارتعاش
بين يديك الثملتين
حين تغدو الكلمات رسائل روح أنهكها
ليل الانتظار الطويل
وأشعلتها مواقد الحرمان ...
ها شراييني أمدها إليك من محبرة الفؤاد
عذبة نقية كما هي حين تمارس
السجود في محراب عشقك الجميل
احن إليك
كلما ازددت اشتعالاً في صباحات الضياء
كلما مر أمامي طيفك الحبيب
مرتبكاً في سهول عشقي وجنوني
آه يا أنتِ كم احن إليك
وكم اشتاق إلى الارتماء على مرافئك
الوادعة الحبيبة
"
"