شبكة اوراق الورد الادبية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة اوراق الورد الادبية

منتدى أدبي ثقافي اجتماعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مريـــــــــــــــــــــم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد السقار

محمد السقار


عدد المساهمات : 196
تاريخ التسجيل : 06/06/2013
العمر : 64

مريـــــــــــــــــــــم Empty
مُساهمةموضوع: مريـــــــــــــــــــــم   مريـــــــــــــــــــــم I_icon_minitimeالجمعة يونيو 07, 2013 7:09 pm

"
"
مريم

هذا اليوم ، في اللحظات الأولى من طياته المبعثرة تبدو النسائم مشدوهة تتسلل عبر النوافذ والأبواب ، تلفح أعصاب اليقظة ، وهسهسات الروح الممتزجة بحفيف الأشجار ، وخابية من حمى يكتظ بها العمر فتخطفها عين أنثى مسرعة نحو بريق ملفوف بملامح عروس تمتطي هودجا محتشماً ...! يتحرك الهودج ببطء استعراضي تاركاً خلفه بصمات منتحرة لجنون تلعنه الأرصفة وضوضاء الطريق .
تخرج نساء الحي من القرية العتيقة بشكل فجائي وفي يد كل منهن دفاً وإبريقاً احمر ، تغطي جدائلهن ملاءات سوداء تكشف عن صدورهن المشرعة لذهول تام ، وعويلا دمثا يصفق مؤخراتهن مصحوبا بزغاريد مصعوقة تطلقها أفواه مرتجفة ..
يتباطأ الهودج وتلقي الأفراس أعنتها إلى راحة طفل كان يردد بعض الكلمات ويطلق بعض الصيحات في الفضاء المتوتر ، فترتد الصيحات كتعاويذ تفرد دهشتها على وجه الريح ، يبدو أن الطفل يتيما يتسكع فيه الحزن فتجحظ عينيه وتمتد داخل أسرار الهودج ، ثم يتمتم ببعض الكلمات اللامسموعة . ،
حين توقف البكاء كانت بعض الأفراس تضرب الأرض بحوافرها المثلومة وتعير الريح صهيلاً محتداً ، تهبط من بين شفاه منتفضة مذعورة ، لا تملك إلا نشيجا خشنا تلتقط أصداءه أتربة المكان ...!!
كانت مريم بين فكي التراب ترخي قبضتها المخضبة بعذريتها المغتالة وتعري للغربة جدائلها المبلولة ، ولا تسمع غير أصوات أقدام العائدون إلى بيوتهم الموشكة على الإغلاق لنوافذها خلف اغتراب يتقزم شيئا فشيئا ويسقط على جفنيه الإغماض المر ..
::


"

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مريـــــــــــــــــــــم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة اوراق الورد الادبية :: الاقسام الادبيــــــــــة :: القصة والقصة القصيرة والرواية-
انتقل الى: